مقتل سليماني يبعث القلق في تونس
الميدان اليمني – متابعة خاصة
بعد مضي يوم واحد على استهداف قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني وعدد من كبار قيادات الحشد الشعبي، في العراق، توالت ردود الفعل والتصريحات الساخنة القادمة من منطقة لم تكد تعرف الهدوء.
وكان ذلك طبيعيا عقب تصعيد كبير استهلت به القوات الأميركية في العراق العام الجديد، وهو ما يقرأ أيضاً كبداية للحملة الانتخابية للرئيس دونالد ترمب في سنة ستشهد نهايتها انتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة.
مقتل سليماني يبعث القلق في تونس
مخاوف شاملة
بعثت العملية الأميركية حالة من القلق والتوتر في العالم، خصوصا مع الحديث الإيراني الذي لم يتوقف للحظة، بأن الرد سيكون قاسياً، ما عزز حالة الخوف من احتمال أن تتجاوز ردود الفعل عن العملية جغرافية العراق وإيران وتتوسع لتصل إلى مناطق مختلفة من العالم.
من جهته، يعتبر الإعلامي محمد بوعود في تصريح نشرته “اندبندنت عربية”، أن المسألة من المحتمل ان يكون لها تأثير أمني في تونس، بما يتعلق بأمن السفارات أو غيرها.
إلا أن التأثير لن يكون مباشرا، فالتأثير الأميركي والإيراني على حد سواء غير ظاهر للعيان في المنطقة المغاربية، التي تتقاسمها نوازع هيمنة إقليمية جديدة تحاول التوغل في مناطق نفوذ فرنسية تقليدية.
ومعركة كسر العظم التي انطلقت فجر اليوم في بغداد ستكون ارتداداتها مباشرة في العراق ومنطقة الخليج العربي بدرجة أولى، وإسرائيل بدرجة ثانية، في حين تبقى المنطقة المغاربية حديقة خلفية قد تتحرك فيها إذا تصاعدت الأحداث لحرب شاملة في المنطقة.
أسباب المخاوف التونسية
ومع عدم وجود مؤشرات كبيرة عن تهديدات أمنية أو عسكرية في تونس كارتداد للعملية الأميركية في مطار بغداد فجر اليوم، فإن المخاوف من تكرار نتائج الأوضاع التي شهدتها منطقة الخليج العربي بعد الغزو العراقي للكويت في الثاني من أغسطس (آب) 1990، والذي اعتبره السياسي التونسي محمد العربي حمه، في تصريح نقلته “اندبندنت عربية” بوابة قد تقود إلى تكرار النتائج السلبية التي تحملتها تونس في تلك الحقبة على المستوى الاقتصادي جراء الغزو ومن ثم حرب الخليج الثانية.
مقتل سليماني يبعث القلق في تونس
ويضيف حمه أن التونسيين يذكرون ما تحمله اقتصادهم من تبعات سلبية جراء تلك الحقبة، و”المخاوف اليوم كبيرة في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة جداً التي تعيشها البلاد، خصوصاً مع مخاوف ارتفاع كبير وغير مسبوق في أسعار النفط وتراجع للسياحة مما يضع الوضع في تونس في مهب الريح”.
تونس والحياد السلبي
في المقابل، اعتبرت منية العرفاوي رئيس تحرير جريدة الصباح التونسية، بحسب “اندبندنت عربية” أن التوتّر بين أميركا وإيران بلغ ذروته بعد أن تمت تصفية سليماني أحد أبرز القيادات الميدانية للحرس الثوري، وهذا التطوّر اللافت في العلاقة الأميركية – الإيرانية من سياسة الوعيد والتهديد إلى واقع تسديد الضربات في الخاصرة من دون مواجهة مباشرة، سيجرّ منطقة الشرق الأوسط إلى مزيد من التطاحن والدمار، وكذلك سيغذّي سياسة الاستقطاب، بما سينعكس على بقية الدول سواء في الشرق الأوسط، أو حتى في شمال أفريقيا مع وجود طبول حرب إقليمية تُقرع في ليبيا، وهذا الاستقطاب سيفرض خيارات مريرة على الدول الضعيفة ومنها تونس والتي قد تجد نفسها مجبرة على تحديد موقعها والخروج من “حيادها” السلبي.
وفي انتظار الموقف الرسمي للحكومة التونسية، ومواقف الأحزاب السياسية مما جرى اليوم، تبقى تونس تراقب بحذر تطورات الأوضاع في العراق وإيران.