الميدان اليمني – متابعات
فجر الداعية السعودي، عائض القرني جدلاً واسعًا عقب تصريحاته الأخيرة التي أقر فيها بأن “تيار الصحوة” الذي يعد أحد رموزه في المملكة ارتكب أخطاءً في الماضي.
وعلق صالح المغامسي، إمام وخطيب مسجد قباء بالمدينة المنورة في مقابلة على قناة MBC مجيبًا على سؤال إن كانت الصحوة “عودة للإسلام أم رحلة للتطرف؟”، بالقول: “تعلم أن الصحوة أصلا لم تكن بيد شخص واحد ولا في يد طائفة فكرية واحدة يمكن أن نحكم عليها حكمًا فاصلاً، لأنها كانت ذات شجون تتخطفها أياد كثيرة منها الصادق ومنها الكاذب ومنها المحق ومنها الباطل ومنها صوت عال ومنها صوت عميق فلا يمكن أن يقال عنها إجمالاً بحكم واحد نلتزم جميعًا به هذا أمر لا بد من فقهه”.
وأضاف: “لا يوجد أشخاص مسؤولين عنها تحديدًا ننسب أن نقول إنه كان في نياتهم كذا وأرادوا كذا، لكن إن تكلمنا عن الصحوة بالإجمال فهي ليست عودة للإسلام بمعناه الكلي لأن الإسلام كان حاضرا باقيا وموجودا ولم ينقطع وجزيرة العرب ومملكة العرب في السعودية على وجه الخصوص كان الإسلام فيها ظاهرا بينا، كنا نشأن وكان آباؤنا وأمهاتنا يعرفون الدين ويغدون بنا إلى المساجد وإلى خطب الجمع والجماعات وهذا كله قائم في المملكة كلها”.
وتابع: “نعم لم يكن شهود الصوات قبل الصحوة كما هو بعد الصحوة، كان من أعظم مظاهر الصحوة الحسنة أن الناس أقبلت على بيوت الله وأقبلت على صلاة الفجر وكانت هذه الصلاة شبه مضيعة من السواد الأعظم من الناس، هذا أمر حسن جدا كذلك كان هناك انصراف للشباب إلى مواطن اللهو خاصة تلك المواطن التي هي خارج البلاد وربما ساقهم الأمر إلى أبعد ما يمكن أن يسمى لهوا ولا ريب أنه وبعد الصحوة قلت تلك الأرجل في الذهاب إلى تلك المواطن التي قد تكون موطنا للفحشاء والمنكرات وهذا من محاسن الصحوة”.
واستطرد المغامسي قائلاً: “كان العلم الشرعي قليلا في الناس فجاءت الصحوة بمجملها فانتشر العلم الشرعي في الناس وهذا أمر محمود لا يمكن إنكاره ولا يمكن إغفاله”.
وكان الداعية السعودي عائض القرني اعتذر في مقابلة مع فضائية “روتانا خليجية”، باسم “الصحوة” للمجتمع السعودي عن “الأخطاء أو التشديد التي خالفت الكتاب والسنة وسماحة الإسلام وضيقت على الناس”.
واعتبر أنه “من الأخطاء التي وقعت فيها الاهتمام بالمظهر أكثر من المخبر والوصاية على المجتمع وتقسيمه لملتزمين وغير ملتزمين”، مضيفًا أن “بعض الزواجات وقت الصحوة تحولت لحسينيات”، على حد وصفه.
وتابع إنه “حرّم على الناس مظاهر الفرح من باب الالتزام القوي والشدة، و”بعد ما كبرنا ونضجنا اكتشفنا هذه المآخذ.”
وأشار إلى أنه من أخطاء الصحوة انتزاع البسمة وروح الفرح من المجتمع، الفظاظة والغلظة في الخطاب وكأنه ما فيه غير نار بدون جنة، وعذاب بدون رحمة.
كما انتقد تقسيم الناس لملتزم وغير ملتزم اعتمادا على المظاهر مثل اللحية والثوب، قائلاً إن الصحوة بعد ما أصيبت بالتشدد صارت ترى سلبيات الدولة فقط ولا تنظر إلى إيجابياتها، وهذا سبب الصدام والسجون والإيقاف.