الأمم المتحدة تعلن بدء انسحاب الحوثيين من الحديدة.. والشرعية اليمنية ترد

ميناء الحديدة

الميدان اليمني – متابعة خاصة

أعلنت الأمم المتحدة أن جماعة الحوثيين ستبدأ اليوم السبت انسحاباً أحادي الجانب من موانئ الحديدة والصليب ورأس عيسى غربي اليمن، فيما اعتبرت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً (الشرعية)، أي انسحاب أحادي بدون تحقق مشترك “مسرحية هزلية”.

ونقل موقع الأمم المتحدة، مساء الجمعة، عن رئيس لجنة تنسيق إعادة انتشار القوات في الحديدة، الجنرال الدنماركي مايكل لوليسغارد، ترحيبه بالعرض الذي قدمه الحوثيين وعزمهم على إعادة الانتشار المبدئي الأحادي الجانب من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى.

وذكرت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة التي يرأسها لوليسغارد، أن البعثة ستراقب عملية إعادة الانتشار الأحادي والإبلاغ عنها، وستبدأ تلك العملية اليوم السبت وتستمر حتى الثلاثاء القادم.

وأوضح لوليسغارد أن هذه هي الخطوة العملية الأولى على أرض الواقع منذ إبرام اتفاق الحديدة ضمن اتفاق ستوكهولم المبرم بين طرفي الصراع في اليمن، مشدداً على ضرورة أن يتبع تلك الخطوة أفعال مستدامة من الأطراف تتسم بالالتزام والشفافية لتنفيذ تعهداتها.

وأكدت البعثة أن إعادة الانتشار الأحادي يجب أن تسمح بإنشاء دور رائد للأمم المتحدة في دعم مؤسسة موانئ البحر الأحمر لإدارة الموانئ وتعزيز مراقبة آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش وفقا للاتفاق.

وشددت بعثة الأمم المتحدة على أن التطبيق الكامل لاتفاق الحديدة يظل أساسياً لضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل فعال إلى اليمن حيث ما زال الملايين بحاجة إلى المساعدات المنقذة للحياة، مؤكدة على ضرورة أن تواصل الأطراف اليمنية العمل بشكل طارئ لتحقيق الهدف، وجميع الالتزامات التي تضمنها اتفاق ستوكهولم المبرم في ديسمبر الماضي.

وقالت الأمم المتحدة إنها ستواصل دعم الأطراف في هذا الشأن، لتواصل الوفاء بالتزاماتها تجاه الشعب اليمني وتعيد السلام والاستقرار إلى اليمن.

من جانبها، اعتبرت الحكومة اليمنية “الشرعية” المعترف بها دولياً، أن أي انسحاب أحادي من موانئ محافظة الحديدة بدون رقابة وتحقق مشترك “تحايل ومسرحية هزلية”.

وقال رئيس فريق الحكومة “الشرعية” في لجنة إعادة الانتشار، في تغريدة على “تويتر”: “نحن مستعدون لتنفيذ المرحلة الأولى من عملية إعادة الانتشار حسب ما تم الاتفاق عليه، وقد أبلغنا الفريق مايكل لوليسغارد بأكثر من رسالة بذلك. وأي انتشار أحادي بدون رقابة وتحقق مشترك يعتبر تحايل على تنفيذ الاتفاق ومسرحية هزلية كسابقتها. وسوف يعرِّي الأمم المتحدة”.

تأتي هذه التطورات عقب لقاء لوليسغارد في مدينة عدن جنوبي اليمن بفريق الحكومة “الشرعية” في لجنة الانتشار.

ويعيش اليمن للعام الخامس على التوالي، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة “الشرعية” المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين المدعومة من إيران والتي تسيطر على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية.

واتفق طرفا الصراع خلال مشاورات السويد التي جرت في ديسمبر الماضي برعاية الأمم المتحدة على وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر وإعادة انتشار قواتهما من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى ومدينة الحديدة، إلى مواقع متفق عليها خارج المدينة والموانئ الثلاثة، مع إرسال بعثة تابعة للأمم المتحدة لمراقبة إعادة الانتشار، بالإضافة إلى تبادل جميع الأسرى لدى الطرفين وتخفيف حصار الحوثيين على مدينة تعز.

لكن الاتفاق الذي كان من المفترض الانتهاء من تنفيذه في يناير الماضي، تعثر حتى الآن وسط تبادل الطرفين للاتهامات بعرقلة التنفيذ.

ويسيطر الحوثيون على مدينة الحديدة وموانئها منذ أواخر العام 2014، فيما تحتشد قوات يمنية مشتركة موالية للحكومة “الشرعية” والتحالف العربي منذ مطلع نوفمبر الماضي، في أطراف المدينة بغية انتزاع السيطرة عليها.

وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بـ”الأسوأ في العالم”، وتؤكد أن أكثر من 24 مليون يمني، أي ما يزيد عن 80 بالمئة من السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.

وأسفر الصراع في اليمن عن مقتل أكثر من 11 ألف مدني، وجرح عشرات الآلاف، وتشريد ثلاثة ملايين شخص داخل البلاد وفرار عشرات الآلاف خارجها.

شارك هذا الخبر

شاهد أيضاً

دقت ساعة الصفر.. أمطار غزيزة في الأثناء مصحوبة بعواصف قوية.. بدء تأثيرات الحالة المدارية التي تضرب عددا من المحافظات اليمنية

قالت مصادر محلية اليوم الأحد أن تأثيرات الحالة المدارية قد بدأت مع اقترابها من محافظة …