الإمارات تعلن تضامنها مع الحوثيين
قادة دولة الإمارات العربية المتحدة

بعد انسحاب قواتها.. انقلاب عسكري مفاجئ في اليمن و”الإمارات” تعلن تضامنها مع الحوثيين وتضع السعودية في ورطة (تفاصيل)

الإمارات تعلن تضامنها مع الحوثيين

الميدان اليمني – متابعة خاصة

أعلنت الإمارات في 28 يونيو الماضي، انسحابها الجزئي من اليمن تاركة السعودية في ورطة هذا البلد وبدأت في الوقت ذاته تتقارب مع إيران والحوثيين دون تنسيق مع السعودية التي تقود التحالف العسكري في اليمن.

وأظهر تصريح لوزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش، عن انقلاب في موقف بلاده من “الحوثيين”، وذلك بعد الانسحاب العسكري من اليمن.

ودعا أنور قرقاش، أمس الأحد، إلى “عدم التصعيد” ضد إيران، وضرورة اللجوء إلى “الحلول الدبلوماسية” معها.

وأضاف قرقاش، في كلمة له خلال ملتقى أبوظبي الاستراتيجي، أن “هناك حاجة الآن أكثر من أي وقت مضى لخلق نظام إقليمي جديد أكثر استقراراً تستطيع فيه جميع الدول الازدهار”.

وشدد على أن أية مفاوضات يجب أن تشمل دول الخليج العربي؛ لضمان أن تكون طويلة الأجل ومستدامة.

ولكن اللافت أكثر تصريحات الوزير الإماراتي تجاه الحوثيين.

فقد أكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، الأحد، أنّ للمتمردين الحوثيين دوراً في مستقبل اليمن، معرباً عن تفاؤله بأن يتحول اتفاق السلام بين الحكومة والانفصاليين الجنوبيين إلى نقطة انطلاق لحل شامل، وفقاً لما نقلته فرانس برس.

وجاءت تصريحات قرقاش في ملتقى أبوظبي الاستراتيجي السادس، في أجواء من التهدئة في البلد الغارق في الحرب، منذ أن أعلن الحوثيون وقف هجماتهم ضد السعودية في سبتمبر/أيلول الماضي في أعقاب تبنيهم ضربات ضد منشآت شركة أرامكو.

ودعا الوزير الإماراتي إلى البناء على «حالة الزخم» الحالية للتوصل إلى حل سياسي.

وأوضح أن «هذا الاتفاق يجب أن يأخذ في الاعتبار التطلعات المشروعة لجميع شرائح المجتمع اليمني، وبما في ذلك الحوثيين».

وأضاف: «لقد ألحقت الميليشيات الحوثية الدمار في البلاد، لكنها جزء من المجتمع اليمني وسيكون لها دور في مستقبلها».

وكان مسؤول سعودي أعلن الأربعاء الماضي عن «قناة مفتوحة» بين المملكة والحوثيون منذ 2016 لدعم إحلال السلام في اليمن.

ومع أن هذا يشير إلى أن التقارب الإماراتي مع إيران والحوثيين هو بالتنسيق مع السعودية، إلا أنه من خلال تجربة الإمارات السابقة، فقد يكون العكس ما حدث، أي أن الإمارات تخلت عن دورها في التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن وبدأت تغازل الإيرانيين والحوثيين الأمر الذي جعل السعودية مضطرة إلى أن تحذو حذوها.

واتهم مسؤولون يمنيون الإمارات، التي تدعم فصائل يمنية مسلحة، بامتلاك أجندة خاصة في اليمن، بعيداً عن أهداف التحالف المعلنة، وهو ما تنفيه أبوظبي، وتقول إنها ملتزمة بأهداف التحالف، وهي: دعم الشرعية، مواجهة انقلاب الحوثيين واستعادة الدولة اليمنية.

ومؤخراً عقد اتفاق بين الحكومة اليمنية الشرعية المدعومة من السعودية وبين الانفصاليين المدعومين من الإمارات.

واعتبر قرقاش، الذي تشارك بلاده في قيادة التحالف العسكري باليمن، أن اتفاقاً تم التوصل إليه الأسبوع الماضي بين الحكومة ومجموعة نافذة من الانفصاليين الجنوبيين، يمكن أن يدفع البلاد نحو الحل الشامل.

وتبدو هذه الجهود كلها في إطار محاولة السعودية والإمارات للخروج من المستنقع اليمني الذي لم تحقق فيه الدولتان تقدماً يذكر باستثناء السيطرة الإماراتية على عدن عاصمة الجنوب.

وانحرفت الدولتان بعيداً تماماً عن هدفهما الرئيسي، إذ تقاتل حلفاءهما أي قوات الشرعية اليمنية والانفصاليين في عدن عاصمة جنوب اليمن، فيما أظهر فشل معركة الحديدة أن إضعاف الحوثيين المسيطرين على شمال البلاد الأكثر وعورة أمر شديد الصعوبة رغم فقدان الحوثيين لحليفهم القديم على عبدالله صالح الذي قتلوه بعدما حاول الانقلاب عليهم.

وجاءت تصريحات قرقاش غداة تجمّع حاشد نظمّه الحوثيون بمناسبة مولد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وقد جذب مئات الآلاف من الأشخاص في العاصمة صنعاء. وكان الحشد هذا العام أكبر من العام السابق، بحسب مصور وكالة فرانس برس.

وخلال الفترة الماضية كان المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث قد قام بجولة إقليمية التقى خلالها مسؤولين سعوديين وحوثيين من بينهم زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، حيث ناقش معهم التحضيرات لتسوية سياسية شاملة.

وبحسب ما نقلت الجزيرة عن مصدر في مكتب غريفيث فإن الهجوم الأخير على شركة أرامكو السعودية منتصف سبتمبر/أيلول الماضي كان دليلاً للمجتمع الدولي والإقليم على ضرورة الحل السياسي في اليمن، ووقف المزيد من التصعيد.

وأشار إلى أن تفاصيل التسوية السياسية الشاملة التي يحضّر لها المبعوث الأممي تتعلق بتشكيل حكومة مبنية على الشراكة الشاملة لجميع الأطراف والأحزاب السياسية.

ولفت إلى أن «التوصل إلى اتفاق بات أقرب من أي وقت مضى لأسباب عدة من بينها أن هناك تغييرات كبيرة في المنطقة منذ اتفاق السويد (الموقع بين الأطراف اليمنية منتصف ديسمبر/كانون الأول 2018) تتعلق بالوضعين العسكري والسياسي، كما أن الإقليم بات مرهقاً من حرب اليمن».

واليوم الحوثيون مسيطرون على أغلب اليمن الشمالي وصواريخهم تهدد السعودية والإمارات وتحالف دعم الشرعية مفكك بين حكومة شرعية ضعيفة تتواجد في جنوب يريد الحراك الجنوبي الانفصال به عن باقي البلاد.

وبالتالي فعلياً هناك ثلاثة أطراف في البلاد الحوثيون وأنصار الشرعية والانفصاليون الجنوبيون، الأمر الذي سيجعل موقف الحوثيين أقوى في أي تسوية.

وما يزيد الطين بلة بالنسبة للسعوديين والحكومة الشرعية، أن التجربة تشي في ملفي إيران واليمن على السواء بأن الإمارات شريك لا يعتمد عليه، وأن لهفتها للتخلص من المأزق حتى لو على حساب حلفائها ستقوي الموقف التفاوضي للحوثيين.

شارك هذا الخبر

شاهد أيضاً

حدث كبير يترقبه الجميع في العاصمة صنعاء بشأن “المانجو اليمني” في هذا الموعد

يترقب الجميع حدثا مهما بشأن “المانجو اليمني” في العاصمة اليمنية صنعاء، والذي سينطلق في 12 …