روسيا تدخل على خط الأزمة اليمنية وتطالب بسحب الملف اليمني من المملكة وتسليمه إلى هذه الدولة!

قوات من التحالف العربي في اليمن. أرشيف

الميدان اليمني – متابعة خاصة

دعا باحث وخبير روسي متخصص في الشأن اليمني، المجتمع الدولي إلى إيكال ألمانيا مهمة ملف اليمن الذي يشهد حرباً دموية طاحنة للعام الخامس على التوالي، وذلك بدلا عن المملكة المتحدة البريطانية.

وقال الخبير في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية سيرغي سيريبروف، في ندوة طاولة مستديرة في الوكالة الإعلامية الدولية (روسيا – سيغودنيا) مساء الثلاثاء بموسكو، إن من المهم أن تعود روسيا مرة أخرى إلى الملف اليمني، وأن تعيره المزيد من الاهتمام.

وأضاف سيريبروف: “أقترح أن تعود روسيا مرة ثانية إلى هذا الملف وأن تعيره اهتماماً، وهناك الكثير من الدول الأوربية لها موقف جيد وتدعو لإيجاد حل سياسي، وهناك الكثير من الدول الأوروبية التي يمكن لروسيا أن تدعمها كي ينتقل إليها هذا الملف (الملف اليمني)، وألمانيا تلعب دوراً هاماً عبر المنظمات غير الحكومية، ويمكن أن توجد آلية لمعالجة الصراع، لكي نبتعد عن الأفكار المتطرفة”.

وتابع الخبير الروسي: “بريطانيا على الرغم من أنها تقدم بعض الإشارات بأنها مستعدة لتغيير موقفها ومقارباتها تجاه اليمن، لكن كل محاولات وقف الواردات العسكرية للأطراف المتحاربة في اليمن أو محاولات الوصول إلى تسوية سياسية في اليمن، لا تدعمها بريطانيا، وهذه هي البعثة الرابعة للأمم المتحدة منذ عام 2015، ولكن لا نرى أي تقدم حاصل في هذا الملف”.

وفي الطاولة المستديرة عن الدور الروسي في اليمن نظمها، معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية بموسكو بالتعاون مع الجمعية اليمنية لخريجي الجامعات الروسية والسوفييتية، تحت عنوان “آفاق التوصل إلى تسوية سياسية في اليمن”، تحدث مؤسس حركة “الشباب المؤمن” في اليمن، محمد عزان عن الدور الروسي في اليمن، واصفاً موقف روسيا بـ”الموقف النظيف”.

وقال عزان: “اليمنيون يتطلعون إلى الموقف الروسي، على الأقل جزء كبير من اليمنيين يعتبرونه موقفاً مميزاً، لآنه نظيف إلى حد كبير، ويرون أنه ينظر إلى مصلحة الشعب بشكل مباشر، لأن روسيا لم تتبنَّ حتى الآن جهة سياسية معينة. صحيح أنها تعترف بالشرعية وتقرأ الأحداث بشكل تفصيلي، لكنها لا تتبنى دعم جهة معينه حتى تحسب عليها، وبالتالي هذه هي من الشروط الموضوعية لنجاح أي تصور أو تفكير أو وضع حلول، ولذلك نتمنى أن يكون هناك حضور ولو حتى من خلال الأمم المتحدة، من شأنه أن يحقق حالة من الهدوء والوصول إلى حلول موضوعية منطقية تنهي هذه الحالة وتحرك المياه الراكدة”.

وحذر عزان من تصرفات طرفي النزاع، خصوصاً مع وجود صلف وتعنت لدى الطرفين، موضحاً بقوله: “نحتاج إلى أن يتخلى الحوثيون عن أيديولوجيتهم السياسية القائمة على فكرة الولاية، لأن هذه مشكلة في الواقع وليست في الفكر، لأن من يتم تجنيدهم وتجييشهم لا يفكرون في مسألة دولة يمنية، ولكن يفكرون في أن اليمن يجب أن يكون معسكرا للانطلاق لفتح العالم، وهذا يعني أننا في اليمن سنكون ضحية لهذا الهوس، لأنه يعني أن نتحول إلى معسكر وشبابنا يتحولون إلى جنود، ونبدأ نفكر كيف نحرر السعودية وكيف نحرر جيبوتي ثم بعدها إلى ما لا نهاية، وهذا كله من أيديولوجيا سياسية معقدة ممزوجة بالدين، والذي ينبغي أن يقال لهم، إلى هنا كفى هذا غير ممكن”.

وأضاف: “بالنسبة للجانب الآخر، الشرعية، لا بد أن يتخلى عن فكرة إقصاء الآخرين وعدم القبول بهم على أية حال”، وأردف: “يمكن القبول بالحوثيين كحركة سياسية خالية من العسكرة الخاصة والمليشيات الخاصة، والأمن الخاص وفكرة دولة داخل دولة، والتخلي أيضاً من الأيديولوجية الإقصائية للآخرين”.

ويعيش اليمن للعام الخامس على التوالي، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة “الشرعية” المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين المدعومة من إيران والتي تسيطر على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية، ما أسفر عن مقتل أكثر من 11 ألف مدني، وجرح مئات الآلاف، وتشريد ثلاثة ملايين شخص داخل البلاد وفرار الآلاف خارجها.

وتسببت الحرب بأوضاع إنسانية صعبة، جعلت معظم السكان بحاجة إلى مساعدات عاجلة، في أزمة إنسانية تعتبرها الأمم المتحدة “الأسوأ في العالم”.

شارك هذا الخبر

شاهد أيضاً

دقت ساعة الصفر.. أمطار غزيزة في الأثناء مصحوبة بعواصف قوية.. بدء تأثيرات الحالة المدارية التي تضرب عددا من المحافظات اليمنية

قالت مصادر محلية اليوم الأحد أن تأثيرات الحالة المدارية قد بدأت مع اقترابها من محافظة …