عبدالباري عطوان
عبدالباري عطوان

عبدالباري عطوان يفجر مفاجأة ويكشف بـ”الاسم” عن الدولة العربية القادمة على حرب طاحنة ستهز المنطقة والخليج ويعلن انطلاق الشرارة الأولى

عبدالباري عطوان يفجر مفاجأة

علق الكاتب الفلسطيني عبدالباري عطوان، على أحداث لبنان، وكلمة زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله.

وحذر عطوان في مقاله من حرب أهلية وفوضى في لبنان تهز المنطقة العربية بأسرها.

لمتابعة صفحتنا على تويتر إضغط (هـــنــــــــا)

فيما يلي نص مقال الكاتب عبد الباري عطوان:

فاجَأ السيّد حسن نصر الله أنصاره، قبل خُصومه، في الخِطاب الذي ألقاهُ الجمعة عندما سحَب تأييده للحِراك المدنيّ في بيروت، ونأى بنفسه عنه، واتّهم أحزابًا وأثرياءً فاسدين ودول إقليميّة وسِفارات أجنبيّة بالوقوف خلفه وتمويله، وأكّد أنّ هذا الانسحاب جاء لانحراف هذا الحِراك أو مُعظمه، عن أهدافه التي انطَلق من أجل تحقيقها.

أخطر ما جاء في خطاب السيّد نصر الله هو مُطالبته لأنصاره بالانسحاب من ميادين التّظاهر، وهو الأمر الذي تمّ التّجاوب معه فَورًا، عندما فَهِمَ مُعظم أنصاره مضمون الرّسالة، ونزلوا إلى شوارع الضاحية الجنوبيّة في مسيرات تأييد ضخمة وغير مسبوقة للحزب والسيّد نصر الله بعد دقائقٍ من إنهائه.

السيّد نصر الله انحاز للعهد، ورفض إسقاط الحُكومة، أو مُؤسّسات الدولة لأنّه يخشى من الفَراغ الذي يُمكن أن يتحوّل إلى فوضى وربّما حرب أهليّة، ولكنّ عددًا كبيرًا من المُحتجّين من غير أنصاره لا يتّفقون معه في هذا الموقف ويُريدون اجتثاث الطّبقة الحاكِمة الفاسِدة من جُذورها لأنّهم لا يثِقُون بها وبإصلاحاتها، ووعودها.

انسحاب أنصار “حزب الله” من الميادين والشوارع وساحات الاحتجاج يعني إحداث انقسام طائفيّ في لبنان، ولا نعتقد أنّ السيّد نصر الله كان يسعى من أجل ذلك، ولكن ظُهور بوادر على مُحاولة جهات داخليّة وخارجيّة لتسييس الحِراك الشعبيّ ومطالبه المشروعة، وخاصّةً نُزول أنصار سمير جعجع، زعيم حزب القوّات المُنسحِب من الحُكومة، إلى السّاحات، ومُطالبة بعضهم بسحب سلاح “حزب الله”، واتّهامه وزعيمه بالفساد، ربّما أثار مخاوفه على “حزب الله” أوّلًا، ولبنان ثانيًا، واختطاف الحِراك من جهاتٍ أجنبيّةٍ تسعى لتفجير الحرب وزعزعة استقرار لبنان، وإنهاك “حزب الله”.

تأييد السيّد نصر الله للورقة الإصلاحيّة رُغم ما جاء فيها من عُيوب وثغَرات، وانتقاده للمُشكّكين والسّاخرين منها، ربّما يُؤثّر على صُورته في أوساط غير الحزبيين، أو بعضهم في الشّارع اللبنانيّ، ولأنّ هؤلاء يثِقُون بالسيّد نصر الله، وتضحيات حزبه الذي قدّم الدّم حمايةً للبنان وفي مُواجهة العدو الإسرائيلي، ولكنّهم كانوا يتوقّعون وقوفه وأنصاره في خندق الحِراك، وهذا الذي قدّم نصر الله نَموذجًا وأُسرته في التّواضع وقدّم ابنه شهيدًا دِفاعًا عن لبنان والأُمّة.

صحيح أنّ الحِراك حقّق إنجازات لا يجِب التّقليل من شأنها مِثل إلغاء كُل الضّرائب التي كانت تحفل بها الميزانيّة الجديدة، وتخفيض رواتب الوزراء والمسؤولين الكِبار، ومُحاربة الفساد وتقديم المُتورّطين فيه من ناهِبي المال العام إلى القضاء، واستعادة كُل الأموال المَنهوبة، ولكنّ المُشكلة تَكمُن في عدم وجود ضمانات حقيقيّة بتنفيذ هذه القرارات من قِبَل النُّخبة نفسها المُتورّط الأكبر في الفساد، فكيفَ يكون هؤلاء الخَصمُ والحَكَمُ.

نتّفق مع السيّد نصر الله من أنّ سِلاح المُقاومة سلاح مُقدّس، لا يجِب أن يكون مَوضِع أيّ نِقاش، لأنّه السّلاح الذي حرّر الأرض اللبنانيّة وحمَى البِلاد من الاعتداءات الإسرائيليّة، وإذا كانت هُناك جِهات طالبت بنزعه فهي جهات مشبوهة، تُنفّذ أجندات أجنبيّة لا تُريد الأمن والاستقرار للبنان، وأدواتها في هذا المِضمار هي النُّخبة الحاكِمة وقططها السّمان، وفي جميع الأحوال هؤلاء فئة صغيرة، ولا تُمثّل الحِراك.

ما حدث في لبنان ليس حِراكًا شَعبيًّا فحسب، وإنّما هو ثورة ناصعة البَياض، وتعبير عن مظالم مُتجّذرة، وتهميش للفُقراء المُعدمين وتجويعهم، لمَصلحة الإقطاع السياسيّ الذي سرق عرق جبينهم، وكان أنصار المُقاومة من أبرز المُشاركين فيه، لأنّهم الأكثر تَضرُّرًا من طائفيّة النّظام الحاكِم وعُنصريّته وفساده.

نتفهّم في هذه الصّحيفة “رأي اليوم” مخاوف السيّد نصر الله، ومصادر قلقه، خاصّةً أنّه رجل يتحدّث مُستَنِدًا إلى معلوماتٍ مُؤكّدةٍ لأحزاب وشخصيّات وجِهات أجنبيّة اندسّت في أوساط المُحتجّين، ولكنّنا لا نُريده، وهو الرّجل النّزيه الشّريف المُقاوم، أن يُنظَر إليه وكأنّه يَقِف ضِد مطالب الثّائرين، وهم الأغلبيّة السّاحقة، وينحاز إلى خندق هذا النّظام اللبنانيّ المُتعفِّن ورموزه الفاسِدة.

الرئيس ميشال عون، رئيس لبنان، وضع إصبعه على الجُرح عندما تمنّى على الطوائف اللبنانيّة ألا تدعم الفاسدين إذا ما جرى تقديمهم إلى المُحاكمة انتِصارًا لانتماءاتهم الطائفيّة البغيضة، ولا نعتقِد أنّ السيّد نصر الله يُخالفه في ذلك، ويجِب أن يَدعمه والدولة اللبنانيّة في هذا المِضمار.

نَتمنّى على السيّد نصر الله، وانطِلاقًا من حِرصنا على المُقاومة، ووقوفنا في خندقها، أن يُعلن الحرب على الفَساد والفاسدين، وأن يتبنّى كُل مطالب المُحتجّين، وأن يكون صوتهم ونصيرهم، لأنّها مطالب شرعيّة، بغضّ النّظر عن استمرار الحِراك أم توقّفه، فرجل في قامته لا يَجِب أن يتأثّر ببعض المعلومات والشّائعات وأن يكون رأس حربة المُتصدّين لكُل الذين يُريدون أن يحرِفوا هذا الحِراك عن أهدافه المشروعة، وأن يُقدّم وأنصاره الدّعم المُطلق لجميع هذه المطالب وبالطُّرق العمليّة.

حذّرنا وغيرنا دائمًا من حُدوث انفجارٍ شعبيٍّ في لبنان بسبب الفساد وغلاء المَعيشة وغِياب الحَد الأدنى من الخدَمات العامّة، من تعليمٍ وصحّة وماء وكهرباء، ولكن هذه النُّخبة الفاسدة والطائفيّة في مُؤسّسات الدولة وهياكِلها، سواءً في الحُكومة أو مجلس النوّاب، لم ترد أن تسمع لأحد، وفي اعتقادنا أنّ الحَل، الآن، أو في المُستقبل القريب، اجتِثاثها من جُذورها، وإلا فإنّ الانهيار والتّفتيت وربّما الحرب الأهليّة هي النّهاية الحتميّة للبنان، إذا ما استمرّت في قمّة السّلطة.

مضمون خطاب السيد نصر الله جاء انعِكاسًا لإحساسه بالخَطر على المُقاومة ولبنان، وهو خطرٌ موجودٌ ولا يُمكن إنكاره لأنّ محور المُقاومة مُستهدفٌ وبشَراسةٍ هذه الأيّام، ونأمل أن يُعطي الحِصار ثماره ويُعيد صياغة المشهد اللبنانيّ وبِما يحمِي المُقاومة، ويُحقّق المطالب الشعبيّة العادلة، فتَحقيق هذه المطالب ربّما يكون العُنصر الأهم لحماية المُقاومة، وإفشال كُل مُؤامرات استهدافها، وإغلاق كُل الثّغرات في وجه من يُريدون تعكير الأجواء، وإشعال فتيل الحرب الأهليّة.. واللُه أعلم.
“رأي اليوم”

للمزيد من الأخبار إضغط (هــنــــــا)

لمتابعة صفحتنا على تويتر إضغط (هـــنــــــــا)

شارك هذا الخبر

شاهد أيضاً

“الزومبي”.. حشرات لها صوت مرعب تغزو أمريكا لأول مرة منذ مئات السنين وجميع السكان في حالة استنفار غير مسبوق بعد تحذير العلماء منها!

تشهد الولايات المتحدة ظاهرة نادرة أثارت مخاوف السكان، لم تحدث منذ 221 عاماً، حيث تغزو …