السعودية سلمت لواء بكامل عتاده للحوثيين
الميدان اليمني – متابعات
كشف تقرير عن مفاجأة صادمة بشأن تسليم المملكة العربية السعودية التي تقود التحالف العسكري في اليمن، لواء عسكري بكامل عتاده للحوثيين، وتفاصيل الانتكاسة الكبرى الذي تعرض لها لواء الفتح ووقوعه فريسة سهلة لجماعة الحوثي.
وأوضح التقرير الذي نشرته قناة “بلقيس” الفضائية، على موقعها الإلكتروني، أوضح كيف بدأت تجمعات لواء الفتح بقيادة الشيخ السلفي رداد الهاشمي التوغل في محافظة صعدة وتحقيق انتصارات متسارعة على الحوثيين في معارك ينقصها التخطيط العسكري والتأمين لخطوط الإمداد فتبخرت انجازات اللواء بأيام قلائل.
وأضاف التقرير: “مع وصول القوات إلى منطقة الفرع كان السماسرة ما يزالون مستمرون بإرسال الشباب الذين يخوضون المعارك من غير تدريب سوى على السلاح الشخصي لينضموا إلى قوام اللواء الذي يشكل أبناء محافظة تعز ما يزيد على 75% من قوامه أغلبهم من صبر ويليه مديرية جبل حبشي ثم بقية المديريات وتأتي محافظة إب في المرتبة الثانية وأغلب المجندين من مديرية القفر”.
سوء قيادة وتخطيط
يقول سعيد الصمدي – احد أفراد لواء الفتح – لـ “بلقيس ” إن القوات ما أن وصلت إلى الطريق الرئيسي عملت على التحرير بشكل عمودي وبمساحة أفقية لا تتجاوز كيلو متر واحد حتى وصلوا إلى وادي آل بو جبارة الذي يتكون من عدة قرى وانتشر ما يزيد 4 آلاف من الجنود بشكل عمودي وأفقي وتوزعت على كل التباب في المنطقة.
عدم تأمين خطوط الإمداد والتوسع لتحرير التباب المجاورة وأبرزها تبة الموت الذي تمسك الحوثيين بالسيطرة عليها على الرغم من دحرهم منها أكثر من مرة كان مبعث قلق للقوات المتقدمة في وادي آل بو جبارة خاصة أن التموين بالوجبات الغذائية والماء والمشتقات النفطية كانت تأتي من المؤخرة إلا إن الهاشمي أخبرهم أن لا قلق على الإمداد لأن الحوثيون يمرون بمرحلة هزيمة وضعف، بحسب هشام، وهو اسم مستعار لأحد الجنود نظرا لحساسية الموضوع.
يضيف هشام لـ ” بلقيس ” قوات الاستطلاع أخبرت قيادة اللواء بأن هناك تحركات مريبة للحوثيين ونقلت إليهم مخاوف المرابطين في الوادي من عملية وشيكة إلا أن القيادة لم تتخذ أي إجراءات لمواجهة التهديدات.
اخترق الحوثيون نقاط الضعف في خطوط الإمداد مرات عدة لجس النبض وزرعوا عبوات ناسفة على جوانب الطرقات أودت بحياة عدد من الأفراد.
في نهاية أغسطس الماضي بدأ الحوثيون العملية العسكرية في ساعات الصباح بعملية التفاف على وادي آل بو جبارة واستخدمت كثافة النيران لفصل الجبهة والانقضاض عليها والقيام بعملية الكماشة على ما يزيد عن أربعة ألاف مقاتل.
انهيار المعنويات
يستغرب هشام، من عدم تدخل الطيران وترك آلاف الحوثيين يتحركون بآلياتهم بحرية على الرغم من المناشدات والدعوات لتدخله وعدم الدفع بتعزيزات لفك الحصار طوال أربعة أيام متواصلة.
ويؤكد ان الحصار وغياب الدعم أضعف معنويات المقاتلين وأشتد عليهم الجوع والعطش وأكل المقاتلون أوراق الشجر وشربوا من المياه الراكدة بالمستنقعات وهم يقاومون ببسالة وبدأت الذخائر تنفذ من بعض المواقع وتسربت أخبار عن تسليم بعض الفصائل والكتائب لجماعة الحوثي مما جعل اليأس يتسرب إلى النفوس.
استطاع مع مئات من المقاتلين وإعداد من السعوديين من ان ينجو من الموت بعد عملية هجومية على تبة الموت لفتح طريق للانسحاب وخرجت المجموعة على دفعات سقط خلالها العشرات من الشهداء فيما زحف بعضهم في عتمة الليل وأنقذته العناية الإلهية من طلقات القناصة أما البقية فاختارت الاستسلام.
لواء دون خبرة
الشيخ السلفي وتاجر العسل اللواء رداد الهاشمي الذي جلبته السعودية وجمعت له الشباب تحت إغراء المال والرتب العسكرية الوهمية كان له الدور الأبرز في الانتكاسة والدفع بالشباب إلى الموت.
اعتبر أن الهزيمة ابتلاء من الله وان الحرب سجال والمعركة ما تزال مستمرة .
لا يمتلك الهاشمي خبرة عسكرية سوى بعض مواجهات مع الحوثيين خلال حرب دماج باعتباره أحد طلاب دار الحديث ولعل دوافعه العاطفية للوصول إلى دماج التي لا تبتعد كثيرا عن كتاف كان أحد الأسباب البارزة لتحرير المناطق بشكل عمودي من دون التوسع الأفقي وتعزيز الحماية لخطوط الإمداد، كما يؤكد الجندي الصمدي.
لا يستبعد الصمدي حصول خيانة من الهاشمي بسبب حادثة تذمر وشغب داخل اللواء حصلت قبل الانتكاسة بفترة قصيرة بسبب المرتبات التي تراكمت لأربعة أشهر وتفاجأ أفراد اللواء بأن القيادة لن تسلم سوى راتب شهرين فقط ما آثار استياء الجنود وقاموا بتكسير ونهب محتويات المحلات المنتشرة في القرى والمناطق المحررة وتعود ملكيتها للهاشمي ذاته.
يؤكد الصمدي انه تم تسوية المشكلة بتسليم ثلاثة مرتبات وترحيل راتب آخر إلى فترة محددة لكن الهاشمي كان ممتعضا وربما بقيت نار الحقد في قلبه. مشيرا إلى انه ليس مهماً لدى الهاشمي أن يباد اللواء بأكمله وباستطاعته تجنيد شباب بديل عبر السماسرة في وقت قياسي.
تساؤلات
عاد هشام من مشارف الموت بعد أن رأى مشاهد القتل والأشلاء والرعب التي ستظل محفورة بمخيلته مدى الحياة لكن المئات ما يزالون مفقودين وتعيش آسرهم كابوسا أسودا.
ما تزال قضية اللواء التي أحياها الحوثيين بعد قرابة الشهرين من حدوثها تحاط بالعديد من علامات الاستفهام التي تبحث عن إجابات ، فهل حصلت خيانة من قائد اللواء أم أن المسألة نقص الخبرة؟ وكيف اختفت الطائرات والإسناد الجوي خلال عملية تجمع هجوم استمرت أيام وكيف غاب نحو ألف من المهاجمين عن أجهزة الرصد والمتابعة ؟