عقب تعرضها للإهانة.. ست كتائب عسكرية تابعة للشرعية تنسحب من جبهة “حرض” وتتوجه إلى حضرموت.. ماذا يحدث

#الميدان_اليمني – خاص

أفادت مصادر ميدانية بأن قوات كبيرة تابعة للشرعية اليمنية قررت الانسحاب من جبهة “حرض” شمال البلاد بعد اتهامات للقوات المشتركة التابعة للتحالف العربي الذي تقوده السعودية، بمعاملتهم معاملة عنصرية.

وقالت المصادر لـ”الميدان اليمني” أن “ست كتائب عسكرية” تم إرسالها أواخر فبراير/شباط الماضي من المنطقة العسكرية الأولى في سيئون (شرق اليمن) للقتال في جبهة حجور شمال البلاد، قد عادت إلى سيئون بعد مشادات وإهانات تعرضوا لها من القوات المشتركة وقيادة اللواء الأول التابع للقوات الخاصة.

وأشارت إلى أن القوة العسكرية غادرت مواقعها إلى مقر قيادة اللواء بعد لقاء جمعها يوم الأربعاء بقائد المنطقة العسكرية الخامسة اللواء الركن يحيى صلاح، والعميد إبراهيم الحربي قائد قوات التحالف في محافظة حجة.

وأوضحت المصادر أن أفراد وصف وضباط الكتائب الست قرروا العودة إلى معسكراتها ومواقعها في إطار المنطقة العسكرية الأولى بوادي وصحراء سيئون بمحافظة حضرموت شرقي البلاد.

ولفتت المصادر في حديثها لـ”الميدان اليمني”، إلى أنهم أبلغوا اللواء صلاح والعميد الحربي، بأنهم وصلوا إلى قناعة بضرورة مغادرة حرض والمنطقة الخامسة بسبب المعاملة العنصرية التي لمسوها منذ وصولهم لمساندة وحدات الجيش من قبل قيادة القوات المشتركة، والتي انتهت برفض مساواتهم بزملائهم في اللواء الأول قوات خاصة من حيث المرتبات والإمداد والتموين رغم أنهم أكثر خبرة من زملائهم الجدد من منتسبي اللواء.

وقالوا إن ذلك أجبرهم على المغادرة وتسليم المواقع لأفراد اللواء بعد أن لمس منتسبو هذه الكتائب أن قيادة القوات المشتركة لا تريد قوة مدربة تخوض المعركة ضد مليشيا الحوثي بقدر ما تريد استنزاف أي قوة تتواجد في جبهات القتال.

وكانت وزارة الدفاع اليمنية أصدرت، مطلع مارس/أذار الماضي، توجيهات إلى عدد من القادة العسكريين لإسناد قبائل حجور، وكسر الحصار الذي فرضته ميليشيا الحوثي على المنطقة.

ونصت التوجيهات على تحريك ست كتائب عسكرية من المنطقة العسكرية الأولى، لدعم المقاتلين في جبهة “حرض” بمحافظة حجة لفك الحصار عن قبائل حجور.، وشاركت خلال الشهرين الماضيين في بعض المعارك إلى جانب اللواء الأول قوات خاصة.

وبالرغم من ذلك تمكنت ميليشيا الحوثي من اجتياح منطقة حجور في مارس/أذار الماضي، وارتكبت آلاف الانتهاكات بحق السكان المدنيين، وسط اتهامات للجيش الوطني والتحالف العربي بخذلانهم وتركهم لقمة سائغة للحوثيين.

وتشكل هذه الانقسامات والخلافات تهديداً حقيقياً لمكتسبات الشرعية والتحالف خلال السنوات الماضية.

ويأتي ذلك بالتزامن مع انضمامات عكسية إلى صفوف الحوثيين تحدث للمرة الأولى، تمثلت في انضمام الشيخ القبلي الشيخ أحمد ردهم الشليف، شيخ قبيلة “عيال غفير” في نهم شرق العاصمة صنعاء، وكذلك انضمام قائد الشرطة العسكرية بمحور اليتمة في محافظة الجوف العقيد أحمد المجنحي وانضمامه للحوثيين رفقة عدد من أفراده على متن اثنتين من الأطقم العسكرية بعدتها وعتادها.

كما انضم القيادي العسكري عبد الواحد الصيادي للحوثيين، ومن ثم تسليمهم منطقة العود في محافظة إب وسط اليمن.

ويمضي الحوثيون في تطوير قدراتهم العسكرية، حيث كشفت المليشيا، الأسبوع الماضي، عن صاروخ باليستي جديد يعمل بالوقود الصلب بمدى 160 كيلومتراً وينفجر من الأعلى على ارتفاع 20 متراً، في حين يبلغ قطر دائرة الانفجار 350 متراً، ويتسم بقدرة تدميرية هائلة، حيث يبلغ عدد الشظايا التي ينفجر بها الصاروخ 14 ألف شظية، وفقاً للمتحدث العسكري التابع لها.

وقد لا تبدو هذه المتغيرات لافتة بشكل كبير في المشهد؛ إذ إن المعارك تحتمل طابع الكر والفر، لكن توقيت هذا التراجع الذي أصاب قوات الشرعية والتحالف قد يشكل نقطة تحول في مسار الصراع، وفقاً لمراقبين.