عبدالباري عطوان
عبدالباري عطوان

نبوءة خطيرة لـ”عبدالباري عطوان”: انقلاب مفاجئ في السعودية.. وخيانة أمريكية خطيرة بشأن هجوم أرامكو

الميدان اليمني – متابعة خاصة

كشف الكاتب الفلسطيني، عبد الباري عطوان، رئيس تحرير صحيفة رأي اليوم اللندنية، عن هجوم شرس تشنه المملكة العربية السعودية على حليفتها التاريخية، أمريكا، بعد اكتشاف خيانتها، التي ظهرت للسعوديين جليا، بعد تلكؤ الإدارة الأمريكية عن الرد على الهجوم الإيراني على المنشئآت النفطية.

وأشار عطوان، في افتتاحية صحيفة رأي اليوم اللندنية إلى أن “تلكؤ الولايات المتحدة الأمريكية في القيام بأي رد عسكري … رغم مرور أسبوع تقريبًا، يثير حالةً من الإحباط والشّعور بالخذلان في أوساط حلفائها السعوديين”.

وتضيف الصحيفة: “إدارة ترامب التي لم تجرؤ على الانتقام لإسقاط صاروخ إيراني لطائرتها المُسيّرة فوق مضيق هرمز، ولم تتحرّك بوارجها لمنع احتجاز ناقلة بريطانيّة في مياه الخليج، من المُستبعد أن تخوض حربًا ضِد إيران انتقامًا للهجمات التي استهدفت منشآت نفطيّة سعوديّة”.

وفيما يلي نص مقال الكاتب عبد الباري عطوان:

تلكّؤ الولايات المتحدة الأمريكيّة في القِيام بأيّ رد عسكريّ على الهجَمات التي استهدفت مُنشآت نفطيّة عِملاقة تابعة لشركة أرامكو في مِنطقتيّ بقيق وخريص شرق المملكة العربيّة السعوديّة رُغم مُرور أسبوع تقريبًا، يُثير حالةً من الإحباط والشّعور بالخُذلان في أوساط حُلفائها السعوديين عبّر عنه أحد الكتّاب في مقالٍ نشرته أمس صحيفة “عكاظ” السعوديّة شِبه الحكوميّة.

الكاتب السعودي وفي مقالةٍ غير مسبوقةٍ وصَف تضارب التّصريحات الأمريكيّة، وخاصّةً تلك التي تصدُر عن الرئيس دونالد ترامب “يؤكّد لنا نحنُ السعوديين أنّه لا حليف لنا إلا نحنُ فحُلفاء الأمس لم يَعودوا كما كانوا، وابتزازهم الرّخيص في أخلاقيّاته، والغالي في ثمنه، بادّعاء الوقوف معَنا في الأزمات أصبح مكشوفًا”.

من يعرِف كيف تُدار الأُمور في المملكة، والمُؤسّسات الإعلاميّة على وجه الخُصوص، يُدرك جيّدًا أنّ مِثل هذه المقالات الشّرسة في انتِقادها للحليف التاريخيّ الأمريكيّ، لا يُمكن أن تُكتَب أو تُنشَر، إلا بتوجيهٍ، أو ضوءٍ أخضر، من السّلطات العُليا في الرياض، فالصّحافة السعوديّة لا تتمتّع بسقفٍ عالٍ من حريّة التّعبير، خاصّةً في السّنوات الأخيرة، ومن غير المُستبعد أن يكون هذا المقال رسالة إلى الحليف الأمريكي، إن لم يكُن تحريضًا ضدّه في الوقتِ نفسه.

الاعتراف بالابتزاز الأمريكيّ غير الأخلاقيّ والغالي الثّمن، تطوّرٌ جديدٌ يستحقّ التوقّف عنده، خاصّةً أنّه يأتي تحت عُنوانٍ كاذبٍ ومُضلّل اسمه الحِماية الأمريكيّة، وهي حمايةٌ ثبُت تبخّرها، واختفاؤها كُلِّيًّا عِند الحاجة الماسّة إليها، من قبَل الحليف السعوديّ الذي دفَع مِئات المِليارات للحُصول عليها.

التّصريحات التي أدلى بها مايك بومبيو، وزير الخارجيّة الأمريكيّ أثناء جولته في كُل من الرياض وأبو ظبي، تعكِس بوضوحٍ هذا الإحباط السعوديّ من الحليف الأمريكيّ، وتُؤكّد مِصداقيّة النّقد الذي تضمّنه مقال صحيفة “عكاظ” السعوديّة غير المَسبوق.

ففي الرياض، وبعد لقائه مع الأمير محمد بن سلمان، وليّ العهد، اتّهم بومبيو إيران بالوقوف خلف الهجَمات على مُنشآتِ النّفط في بقيق وخريص، واصفًا هذا الهُجوم بأنّه عملٌ حربيٌّ يستحقّ الرّد، لأنّه لم يُهدِّد الأمن القوميّ السعوديّ فحسب، بل حياة الأمريكيين الذين يعيشون ويعملون في المملكة، وإمدادات الطاقة العالميّة، لكنّه عندما وصل إلى أبو ظبي غيّر لهجته كُلِّيًّا، وأكّد أنّ بلاده تأمَل بحلٍّ سلميٍّ للأزَمَةِ المُتصاعدةِ مع إيران.

هذه التّصريحات المُتناقضة لوزير الخارجيّة لا تُفاجئنا نحن الذين حذّرنا دائمًا من الابتزاز الأمريكيّ للعرب، والسعوديّة خُصوصًا، ونجزِم أن التّهديدات الإيرانيّة التي وردت على لِسان أكثر من مسؤولٍ إيرانيٍّ في اليومين الماضيين، من بينهم اللواء حسين سلامي، رئيس الحرس الثوري، ومحمد جواد ظريف، وزير الخارجيّة، وهدّدت بحربٍ شاملةٍ في المِنطقة إذا تعرّضت إيران لأيّ هُجوم هي التي أرعبت الإدارة الأمريكيّة، ودفَعتها للّجوء إلى التّهدئة والبحث عن حُلولٍ سلميّةٍ.

إدارة ترامب لم تجرؤ على الانتقام لإسقاط صاروخ إيراني لطائرتها المُسيّرة فوق مضيق هرمز، ولم تتحرّك بوارجها لمنع احتجاز ناقلة بريطانيّة في مياه الخليج، من المُستبعد أن تخوض حربًا ضِد إيران انتقامًا للهجمات التي استهدفت منشآت نفطيّة سعوديّة.

ما ذكرته الصحيفة السعوديّة “عكاظ” هو التّوصيف الدّقيق للسياسات الأمريكيّة الانتهازيّة والتضليليّة، ويظل السّؤال هو عمّا إذا كانت القيادة السعوديّة ستكتفي بهذا “العتَب”، أم أنّها ستُقدم على مُراجعاتٍ استراتيجيّةٍ لعلاقاتها التحالفيّة مع واشنطن بطريقةٍ أو بأُخرى، وتُعيد النّظر في كُل تدخّلاتها العسكريّة الحاليّة (في اليمن) والقديمة المُتجدّدة (في سورية وليبيا والعِراق)؟
من يملُك الإجابة هو الذي يجلِس خلف مِقوَد القِيادة في الرياض، وما علينا إلا الانتظار.

للمزيد من الأخبار إضغط (هــنــــــا)

لمتابعة صفحتنا على تويتر إضغط (هـــنــــــــا)

ولمتابعة صفحتنا على فيسبوك إضغط (هـــنـــــــا)