واشنطن – الميدان اليمني، حذرت وسائل إعلام غربية من تورط الولايات المتحدة في عمليات عسكرية جديدة في اليمن، خاصة فيما يتعلق بميناء الحديدة، مؤكدة أن مثل هذه الخطوة ستكون مكلفة وغير مجدية. وجاءت هذه التحذيرات في أعقاب مقترحات تم تداولها في واشنطن تدعو إلى استيلاء الجيش الأمريكي على ميناء الحديدة أو فرض حصار عليه لوقف تهديدات الحوثيين.
وذكرت صحيفة “ناشونال إنترست” في مقال لبراندون جيه ويتشرت أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تعهدت خلال حملتها الانتخابية بعدم الدخول في أي تورطات خارجية جديدة، خاصة في الشرق الأوسط، مشددة على ضرورة التزام البيت الأبيض بهذا الوعد.
مقترحات خطيرة
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض الأوساط في واشنطن اقترحت أن يتمكن الجيش الأمريكي من إنهاء تهديد الحوثيين من خلال الاستيلاء على ميناء الحديدة أو حصره. وبررت هذه المقترحات بأن الميناء يعد نقطة دخول رئيسية للواردات إلى اليمن، كما أنه يُستخدم لتوصيل الإمدادات والأسلحة إلى الحوثيين، الذين يشنون هجمات متكررة على السفن الحربية الأمريكية في المنطقة.
تحذيرات من التورط
لكن الصحيفة حذرت من أن مثل هذه الخطوة ستكون مكلفة وغير فعالة، مشيرة إلى أن التجارب السابقة في أفغانستان والعراق أثبتت أن المهام المتعددة الأطراف في الشرق الأوسط غالباً ما تتحول إلى أعباء ثقيلة على الجيش الأمريكي. وأكدت أن الجهود الأمريكية في السيطرة على الأراضي وتشكيل البيئات السياسية في المنطقة لم تكن ناجحة، بل أدت إلى خسائر بشرية ومادية هائلة، وزعزعة استقرار المنطقة.
الشرق الأوسط: “رمال متحركة”
وصفت الصحيفة المنطقة العربية بأنها “المعادل الجيوسياسي للرمال المتحركة”، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة لديها مصالح في المنطقة، لكن فكرة استمرار الجيش الأمريكي في السيطرة على أراضٍ في سوريا أو اليمن أو غزة هي فكرة “مثيرة للسخرية”. وأكدت أن مثل هذه الخطوات لن تحقق الأهداف المرجوة، بل ستجعل القوات الأمريكية أهدافاً سهلة للمقاتلين المحليين.
فشل الاستراتيجية الأمريكية
وأشارت الصحيفة إلى أن الاستراتيجية الأمريكية في مواجهة الجماعات المتطرفة مثل القاعدة وداعش كانت “معيبة”، حيث انتشر التطرف إلى مناطق أكثر من أي وقت مضى، وأصبح المتشددون أكثر قوة وصلابة. وأكدت أن الاستيلاء على ميناء الحديدة لن يحل هذه المشكلة، بل سيزيد من تعقيد الوضع.
دعوات لعدم التورط
واختتمت الصحيفة بالتأكيد على أن الولايات المتحدة يجب أن تبتعد عن التورط في عمليات عسكرية جديدة في اليمن، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها بالفعل في المنطقة. ودعت إلى تجنب أي خطوات قد تجعل القوات الأمريكية هدفاً للحوثيين، مؤكدة أن الحلول العسكرية ليست دائماً هي الأفضل لمواجهة التهديدات في الشرق الأوسط.