واتساب يكشف اختراقًا إسرائيليًا خطيرًا استهدف صحفيين ونشطاء

كشف تطبيق واتساب، التابع لشركة “ميتا”، عن تعرض عشرات المستخدمين لمحاولة اختراق من قبل شركة “باراغون سولوشنز” الإسرائيلية، المتخصصة في برامج التجسس، مستهدفةً صحفيين وأعضاء في المجتمع المدني.

وقال مسؤول في واتساب، اليوم الجمعة، إن الشركة أرسلت خطابًا رسميًا إلى “باراغون” تطالبها بوقف عمليات الاختراق، مؤكدًا أن التطبيق “سيواصل الدفاع عن حق المستخدمين في التواصل بخصوصية”.

وأشار المسؤول إلى أن الاختراق استهدف نحو 90 مستخدمًا، دون تحديد هوياتهم أو أماكن وجودهم، موضحًا أن واتساب نجح في عرقلة محاولة التسلل وأبلغ أجهزة إنفاذ القانون وشركاء القطاع بالحادثة.

برامج تجسس تحت غطاء “الأخلاقيات”

من جهته، قال جون سكوت رايلتون، الباحث في مجموعة “سيتيزن لاب” المتخصصة بالأمن الرقمي، إن هذا الكشف يؤكد استمرار انتشار برامج التجسس التجارية، مشيرًا إلى أن “الاستخدام المثير للمشاكل لهذه الأدوات أصبح نمطًا متكررًا”.

وتروج شركات مثل “باراغون” لبرامجها على أنها أدوات أمنية تستهدف مكافحة الجريمة وحماية الأمن القومي، إلا أن العديد من الأدلة أظهرت استخدام برامج مماثلة للتجسس على صحفيين وناشطين وسياسيين معارضين وحتى مسؤولين أميركيين.

ورغم أن “باراغون” تسوق نفسها كشركة تتعامل فقط مع “دول ديمقراطية مستقرة”، فإن ما كشفه واتساب يشكك في التزامها بالمعايير الأخلاقية، وفقًا للمستشارة القانونية في مجال التكنولوجيا ناتاليا كرابيفا، التي قالت: “الانتهاكات ليست مجرد ممارسات فردية، بل سمة متأصلة في قطاع برامج التجسس التجارية”.

إسرائيل.. مركز صناعة التجسس الرقمي

يُذكر أن إسرائيل تُعد من أبرز مراكز تطوير برامج التجسس الإلكتروني، حيث تشرف وحدة 8200 التابعة للاستخبارات العسكرية على العديد من هذه الأنشطة.

وفي 2021، كشفت تقارير دولية عن استخدام برنامج “بيغاسوس”، الذي طورته شركة “إن إس أو” الإسرائيلية، في التجسس على معارضين وصحفيين وسياسيين في مختلف أنحاء العالم، ما أثار موجة من الإدانات الدولية والمخاوف بشأن الاستخدام غير المنضبط لهذه التقنيات.

المصدر: الجزيرة + رويترز